بعد 10 سنوات من الأمل والتفاؤل، كانت الأم الفلسطينية تنتظر بفارغ الصبر وصول طفليها التوأم إلى العالم، وكانت كل لحظة من هذه السنوات مليئة بالحلم والتوقعات، وكانت الأم تنظر إلى المستقبل بأمل كبير في رؤية وجوه أطفالها الصغار تملؤها السعادة والفرحة.
** قسوة القدر!
لكن القدر كان قاسيًا جدًا، حيث جاءت غارة جوية مفاجئة على منزلهم شرق مدينة رفح بقطاع غزة، تاركة وراءها الدمار والخراب، وأكثر من ذلك، أخذت منها غاليها، فقدت فيها زوجها وأبناءها.
اللقاء الأخير بين الأم وأطفالها
ونشرت الصفحة الرسمية لقناة أجيال مقطع فيديو للأم على صفحتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وظهرت وهي تودع أطفالها بقهر، وقالت: " مع السلامة يا قلبي، حياتي وقلبي والله انضربت بقلبي، عشر سنين كنت بتمناهم الحمدلله ".
وتابعت: " ياناس قمر يسعد عينة ابو الورد والله وبقول له أبو الورد يا قلبي"، وظهر عليا شدة الحزن والقهر أثناء اللقاء النظرة الأخيرة على أطفالها.
عاشت تلك الأم لحظات من الحزن العميق والألم اللافت، فقد فقدت زوجها وأطفالها في لحظة واحدة، ولم يكن لديها سوى ذكريات تملأ قلبها بالأسى، كانت تلك الأسرة الصغيرة ضحية للعنف والصراع الدائر في المنطقة.
**
رحم الله الأب وتوأم "البراءة والوجع"، وألهم الأم القوة والصبر لمواجهة هذا الفقدان الجلل، ولعل دروس قوتها وصبرها تكون عبرة للعالم بأسره على مدى ما يعانيه الأشخاص في مناطق النزاعات والحروب.
رئيس منظمة الصحة العالمية يكشف عدد ضحايا غارة رفح
وتتزامن مأساة غزة مع ما كشفه رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس من استشهاد إثنين من العاملين في القطاع الصحي مع 11 فلسطينيًا بينهم أطفال، في الغارة الإسرائيلية التي وقعت أمس السبت، واستهدفت خيام النازحين بالقرب من المستشفى الإماراتي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
بيان "الصحة" الفلسطينية بعد غارة رفح
كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عبر بيان بأن طائرة إسرائيلية استهدفت خيمة تستضيف نازحين، حيث كان العديد من المواطنين في الموقع، مما أسفر عن استشهاد 11 فلسطينيًا وإصابة 50 آخرين.